المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, 2020

أخيراً ارتديت الألوان

بمجرد رؤيتي لبنان من نافذة الطائرة، ببيوته البيضاء ذات الأسطح القرميدية، تأكدت من إمكانية نزع العباءة السوداء وارتداء الجاكيت الأحمر. لطالما أحببت الألوان، أحب الأسود والألوان الأخرى، شعرت للحظة بانتصار ما لأنوثتي مع أنها مجرد ألوان لا غير. في بلدي، يُعدّ الأحمر لوناً مستفزاً. هذه اللحظة البسيطة كانت بمثابة المعركة الأخيرة في الحرب التي ظلت لسنوات تستعر في مخيلتي. بين الشعور بالإرباك، وكأنني أقدمت على خيانة عظمى، وشعوري بالنصر ضد هذا القيد النفسي قبل كل شيء، طمأنتني لا مبالاة الناس بي! مشيت بحرية في شوارع لبنان، فلا نظرات تلاحقني ولا اختلاف يستدعي انتباه أحد لي. العباءة لم تكن مشكلتي يوماً، بل على العكس أرى في بعضها أناقة وجمال، لكن أن تتحول العباءة من حقيقة كونها رداء يمثل ثقافة مجتمع وعاداته إلى رداء اختاره الله لنا، فهذا ما كان يُلهب الصراع داخلي. وكغيري، اعتقدت طويلاً أنه من المستحيل نزع هذا الساتر المقدس المرتبط بالدين والأخلاق والحق، وكأني في نزعه أنزع العفة والحشمة والشرف... ناهيكم عن إغضاب الله! كأنثى خُلقتْ في مجتمع يصف نفسه بالمحافظ، كانت الفساتين وخصوصاً الملونة من...

المرأة أكبر من الأرقام

في فيلم رعب.. توقفت المعلمة تراقب إمرأة (زومبي) تحمل مولوداً وترعاه.. كان الفريق الطبي يحاول الهرب فيما المعلمة الشابة التي نذرت حياتها لرعاية اطفال (الزومبيز) خاطرت بالبقاء للتأكد من أن ماتحمله المرأة الزونبي طفلاً حقيقياً.. مشهد يختزل عاطفة المرأة، التي تجعل منها كائن معجزة... أياً كانت.. الأم الزومبي.. اوالمعلمة الشابة.. المرأة هي الجزء الألطف في المعادلة الإنسانية.. معطاءة في كل مراحل حياتها، ببراءة طفولتها.. بشغف شبابها.. بنضجها.. وحتى بشيخوختها.. من منا لا تحتفظ ذاكرته بصور الجدة التي تحمي أحفادها.. ولا تبخل عليهم بالحكايات والعبرات والسمرات المضحكة؟ هناك أقوام قدست المرأة واتخذتها آلهة.. ورغم التسليع الحديث لكل المقدسات والقيم.. لا يجرؤ أي عاقل على البوح بأنه يختزل المرأة في قالب معين.. خصوصا حين تتوّج المرأة حياتها بالنضج.. بتجارب وخبرات الحياة.. بتراكم الوعي.. ان النظرة القاصرة للمرأة والتي تجردها من قيمتها ككائن انساني.. وتصورها وكأنها (عاجزة) في الأربعين!!! لا تنم إلا عن سطحية فكرية.. واغتراب عن الواقع.. هل يمكن تصور رجل سوي، يصف أربعينية -او غيرها- ...