التخطي إلى المحتوى الرئيسي

"فايسبوك" يحتدم: "فين احنا"؟

أثارت الحملة الأمنية التي نفّذتها السلطات في عدن ضدّ "مخالفي إجراءات الإقامة" ردود فعل ساخطة في أوساط أبناء المحافظات الشمالية. تجلّى ذلك على مواقع التواصل الإجتماعي، حيث تتالت المنشورات التي تصف الحملة بـ"العنصرية"، وتدعو إلى وقفها وإقالة المسؤولين عنها، بينما آثر آخرون الردّ عليها بالتهكّم والسخرية.
الصحافي سام الغباري توجّه إلى الرئيس عبدربه منصور هادي بالقول إنه "لا يجدر برئيس ينتمي إلى الجنوب، وناضلنا وقاتلنا باسمه، إيماناً مِنا بواحدية القضية، أن يصمت على هذه التصرّفات الوحشية الوقحة"، مضيفاً أن "شرعية هادي نابعة من صنعاء وليس من عدن". ورأى الغباري أن "ما يجري الآن محاولة إيرانية لإهداء الحوثيين شرف التعامل الجيّد مع الجنوبيين في صنعاء وصعدة"، معتبراً أن "استمرار بقاء عيدروس وشلّال في عدن يمثّل وصمة عار في جبين الشرعية، والرئيس، والمشاورات، والحكومة، والتحالف العربي"، لما في "استمرارهما بمنصبيهما من إهانة للناس، وتصرّف بمزاجية فردية، لاتخضع لقانون أو دستور".
من جهتها، وصفت الإعلامية نورية الحرازي "الإستقواء على الضعفاء وقطع أرزاقهم، وترحيل أبناء الشمال بذريعة تدابير أمنية" بـ"الجريمة الإنسانية عظيمة"، وأكّدت أن "الحدّ من الجريمة لا يكون بجريمة"، وأن "محافظ عدن لا يعيد الأمن بهذه الطريقة، متابعة أن "الذين يقومون بالأعمال الإرهابية، والمستفيدين من عدم استقرار المنطقة، هم بلاطجة الجنوب الموالون للإنقلابين، والتاريخ كفيل بفرز اليمنيين الأصليين".

وكتب الناشط الحقوقي محمد عبدالمغني، بدوره، أن "الإنتصار للقضية الجنوبية هو انتصار لأيّ قضية إنسانية أخرى، فإذا تمّ استعمال حقّ الإنتصار للقضية الجنوبية على حساب التنكيل بالإنسان الشمالي، سنخسر القضيتين الإنسانيتين معاً"، فيما استنكر الصحافي عمّار الأشول "ترحيل اليمني من بلاده، في الوقت الذي تفتح البلاد بابها على مصراعيه للأجانب غير الشرعيين"، لافتاً إلى أن "أكثر من مليون إفريقي عدد المهاجرين غير الشرعيين في اليمن، ومع ذلك لم يتمّ ترحيلهم، بل العكس، تمّ احتواؤهم من قِبل الحكومة والمواطنين، بينما اليمني يرحّل اليمني من بلاده، على يد الحراك الجنوبي"‬.
أمّا الإعلامية أماني علوان فقد سخرت من الحادثة بقولها: "ترحيل شماليين من الجنوب لعدم وجود أوراق ثبوتية!! ليش هم فين.. واشنطن دي سي!!!!".
في المقابل رأى جنوبيون أن "الإجراء أمني ومطلوب، خصوصاً وأن المرحلّين الـ 800 يمكنهم العودة مباشرة بعد استصدار وثائق هويّة، وهو إجراء بسيط وسريع، كما أنّه لا يأتي من منطلق مناطقي، فهناك مئات الشماليين لم تتّخذ السلطات بحقّهم أيّ إجراء لأنهم غير مخالفين".
كما تداول جنوبيون على مواقع التواصل الإجتماعي، صوراً لـ"أبناء محافظات جنوبية، تمّ ترحيلهم إلى محافظاتهم برفقة أطقم عسكرية"، قائلين إن "القانون يسري على الجميع".
وتعليقاً على ماجرى من احتدام "فيسبوكي"، لفت صالح الحماطي إلى أن "المجتمع اليمني يتشظّى مناطقيّاً وطائفيّاً وسياسيّاً واجتماعيّاً، وعشرات السنوات لن تكفي للملمة ما تبعثر".

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشفوت... شغف الإفطارات اليمنية ودرّتها

"الهريش"... ذائقة" اليمنيّين في "الأضحى"

مفاوضات الكويت: لا مكان للتّفاؤل؟