المشاركات

عرض المشاركات من 2017

المغدور بين أهله عزيزٌ عند خصومه

لازل التخبط في مشاعر اليمنيين بعد مقتل صالح يستولي على المشهد الاجتماعي حتى اليوم، لازال الحداد قائماً على الملامح، ولازال الخوف من المستقبل القريب حاضراً حتى والناس مرغمون على الصمت. لم يكن موت رجل السياسة المحنك وداهية العرب واللاعب على رؤوس الثعابيين مؤلماً بقدر ما كان فاجعاً وصاعقاً للعالم برمته، خصوصاً حين تكتب نهايته علي أيدي مجموعة هواة. لقد برهن اليمنيون إثر هذه الحادثة تناقضاً عجيباً، فمن ناحية هو درس لكل من سيأتي بعد صالح ألّا مأمن للقبيلة، على الأقل قبائل شمال الشمال التي تخلت عن حميد وصادق سابقاً، وهو درس لكل اليمنيين ليتعرفوا على أخلاق هذه الجماعة، جبروتها ومغامرتها بكل شيء غير آبهة لأي اعتبار وطني أو مصلحة عامة، استعدادها وهي التي تدّعي القداسة لبيع أي مبدأ حتى وان كان سيقلب البلاد رأساً على عقب. من جهة أخرى برهن جانب يمني أصيل على رقيه الإنساني، ونقاء ضميره، واحترامه هيبة الموت، حيث جاء النعي رسمياً من رأس القيادة السياسية الشرعية، جاءت برقيات التعازي لإسرة صالح ولكل اتباعه ومواليه، حاملةً حزناً  صادقاً، وتعاطفاً في حضرة هذا المصاب الجلل، داعيةً بتسامح ومسؤول...

أدنى من صفقة مشبوهة

1-09-2016 ليس انتقاصاً من أبناء "الجنوب" حين تُثار علامات الإستفهام حول الإضافة التي سيشكّلها انضمامهم للجيش السعودي. ليس انتقاصاً منهم بقدر ما هو حال السخرية التي تغلّف طلب المملكة العون من "عويلة" لحماية أراضيها، "عويلة ونصّ"، مقارنة بكلّ الضبّاط والألوية والج�رالات الذين يقدّمون لها عصارة سنوات من الخبرة والحنكة والإحتراف.  هل يعقل أن ما عجزت المملكة عن تحقيقه بكلّ هؤلاء، وبكلّ ما تملك من قدرات وإمكانات بشرية ومادّية وتقنية، ومع كلّ التحالف الدولي المساند لها، سيتحقّق بتجنيد شباب لا زالوا بحاجة للتدريب والتأهيل والتغذية الجيدة؟! نعم، "إن الله يضع سرّه في أضعف خلقه"، ولكن حينما لا تتدخّل عوامل، هي بحكم الشبهات الواجب اجتنابها. فمن ناحية، كيف لا يخشى "التحالف" على انتصاره في الجنوب بتفريغ الأخير من أبنائه، في ظلّ التهديدات المتجدّدة التي تواجه الساحة الجنوبية، ومنها "الخطر الشمالي" الذي لم ينتهِ كلّيّاً بعد؟ ومن ناحية أخرى، كيف يتقبّل أبناء الجنوب خوض حرب لتحرير نجران، ومن ثمّ صنعاء، جدلاً، مع إدراكهم أن دعم "التحال...

ماذا يعني تشكيل "المجلس السياسي"؟

30-07-2016  ظلّت أطراف صنعاء، ومنذ مغادرة الرئيس عبدربه منصور هادي إلى الرياض، تطرح فكرة تأسيس مجلس رئاسي، بل وصرحت جهات رسمية ببحثها للمسألة جدّيّاً، كما تسرّبت أسماء لأعضاء المجلس المزمع إنشاؤه أكثر من مرّة، ولكنّها كانت تح�ل إلى مكبّ الشائعات، والتي يُعتقد أنّها كانت ممنهجة لممارسة الضغط تارة، ولقياس ردّ الفعل تجاهها تارة أخرى. هذه المرّة، جاء تأسيس المجلس عمليّاً، وبشكل مؤكّد، ليحمل، وفق رؤية فريق الرياض، تصعيداً سياسيّاً يعني ضمناً الوقوف مع الخيار العسكري، ووضع نقطة نهاية السطر في سفر مشاورات الكويت، على الرغم من أن "أنصار الله" أشارت إلى أن لا علاقة لتشكيل المجلس بالمشاورات، ملمّحة إلى إمكانية التخلّي عنه في حال توافقت الأطراف اليمنية على أيّ حلّ سياسي. ووصف مراقبون خطوة الجماعة وحلفائها بأنّها "ضربة معلم" تنقل للأطراف الخارجية عدّة رسائل، أوّلها أن سلطة الأمر الواقع في الداخل تمسك بزمام البلد، وأنّها ليست هي من سيخسر في حال فشلت المشاورات، وأنّها استطاعت إثبات قدرتها على إحتواء القوى السياسية في محافظات الشمال، وتكوين الكيان الضامّ لها، فيما فشلت السلطة...

عبد السلام جابر: إستقلال الجنوب الآن... "مؤامرة"

صورة
إلى أبعد الحدود يذهب عبد السلام جابر في الدفاع عن مواقفه. القيادي في الحراك الجنوبي، وأحد مؤسّسي "الجبهة الوطنية الجنوبية لمواجهة الغزو والإحتلال" لا يخفي انحيازه إلى صفّ "أنصار الله" وحلفائها، تماماً كما لا يخفي حنقه على القيادات والفصائل الجنوبية التي قاتلت في خندق "العدوان". يرى جابر الحراك في أسوأ أوضاعه، معتبراً أنّه "سلّم نفسه للعدوّ في لحظة قطف الثمار". "واقع" يعزوه الرجل إلى "غياب الوعي، والرؤية الواضحة، والقيادة الموحّدة"، لدى الجنوبيّين. كلّها عوامل يخشى الإعلامي والكاتب والمحلّل السياسي الجنوبي أن تدفع باتّجاه "وضع الجنوب تحت الوصاية الأجنبية وإغراقه في الفوضى". وعلى الرغم ممّا قد تثيره تلك المواقف من انتقادات، ربّما، تصل حدّ التخوين، يتمسّك جابر بها، متسائلاً: "هل أنا المرتزق الذي أضع يدي في يد اليمني، والذي يضع يده في يد الأجنبي هو الوطني؟". تساؤل يرفده عبد السلام بتساؤلات إنكارية كثيرة، في حديثه إلى "العربي"، مستشرفاً مستقبل الحراك "الذي وقع في فخّ الشرعية"، ومتحدّثا...

الشفوت... شغف الإفطارات اليمنية ودرّتها

صورة
هي الخبر في الفطور اليمني، إذا كان التمر مبتدأه. هي عنوان رمضان الذي يكاد لا يتنازل بيت الفقير أو الغني على السواء عنه. إنّها الوجبة الباردة، التي تروي عطش الصائم وتسدّ جوعه، ريثما تقام صلاة المغرب ويبدأ تناول العشاء. "الشفوت" وجبة يمنية بامتياز، لا تجدها في المطابخ الأخرى، قوامها اللبن "المحوّج"، و"اللّحوح" الذي يشبه الخبز الرقيق، ويُصنع من دقيق القمح والذرة الرومية. في القديم، كان تحضير "اللّحوح" من اختصاص أهالي منطقة المحويت، إلّا أنّه، ولشغف اليمنيّين الكبير به، انتشر هذا النوع من الخبز في مختلف المدن والمناطق، وبات يُباع في كلّ الأسواق الشعبية تقريباً، خاصّة خلال شهر رمضان. التسمية يُقال إن الشفوت كلمة عبرية، تُنطق على النحو التالي: شف-عوت "SHAVOUT"، وتعني "أسابيع مقدّسة" عند اليهود، حيث كانوا في أيام "الشفعوت المقدّسة" يأكلون الألبان والخبز الرقيق فقط، ولا يزال اليهود، حتّى اليوم، يحتفلون بأيّام الشفعوت ويعتبرونها أيّاماً مقدسة، وتقول كتبهم إن الله قد اختار الشعب اليهودي وميّزه عن بقية الناس في هذه ال...

ذكرى الاستقلال لفضح الدجال

ليس عجيباً أن يصل الضمير السياسي لدجال الجنوب إلى حد منع موكب الحكومة الشرعية من إحياء ذكرى الاستقلال والسيادة وقيام الدولة، ليس عجيباً أن تدين المديرية هذا الفعل المشين فتتحرك الميليشيا ذات العصبية الجاهلية لاقتحام مبنى المديرية والعبث بمكتبٍ يعدّ حقّاً عاماً للشعب وليس للشرعية وحدها. كيف بضمير يرتضي الخروج عن القانون ويقبل بالتبعية للأجنبي ضد الشرعية الوطنية، مقابل حفنة من الوعود الاستعبادية، ألا يكون مستنفراً في مثل هذا اليوم. هل كان يخيل لدجال الجنوب، الكاذب المراوغ باسم الوطن والسيادة أن تقيم الفعالية دول الإقليم؟! السفارات في الدول؟ الجماعات والتيارات ذات الولاءات الخارجية؟! من الذي يراد له أن يحتفي بيوم استقلال اليمن؟  يبدو أن مفردة الاستقلال باتت تستفزه وتشعره بمدى رخصه الوطني، كما ضاقت بصدره السبل الوطنية والأخلاقية التي حالت دون تقبله حتى لمجرد إدانة المديرية لفعل غوغائيه. ليس عجيباً أن يصل الى هذا المستوى من الانحطاط في التعاطي مع مناسبات الوطن وشأنه الداخلي، لكن ذلك مخجل جداً وعيباً سيتذكره التاريخ، ولن يطمس مهما حاول طمسه كما يفعل مع ذكرى الاستقلال اليوم. ...

"لن نسفك الدماء لنحتفل" أنقذت عدن (تقرير)

تفاجأ الشارع الجنوبي والمرقبون بإعلان دولة رئيس الوزراء عدم الاحتفال بذكرى الاستقلال، الذي كان من المقرر الاحتفال به. ولكن جاء الإيضاح شافياً لكل التساؤلات إلا تلك التي تتعلق بعقلية وعنجهية المتمردين على الشرعية في هذا اليوم؟ الأمر الذي كان له أن يجر المشهد إلى حمام دم لولا تعقل دولة رئيس الوزراء بايقاف الاحتفال وعودة كل القوات إلى مواقعها العملية بهدوء. وقد أشاد الكثيرون على موقف الرجل الحكيم في لحظة يفلت فيها زمام الأمر ويصعب معه ضبط الأعصاب. ودشن صحافيون ومحللون سياسيون وناشطون هاشتاجاً بعنوان #بن_دغر_رجل_سلام شاكرين له تصرفه كما ينبغي أن يتصرف رجل الدولة، لافتين إلى أن تصرف قوات الحزام الأمني بقيادة أبو همام يشبه تصرف المليشيات. وكتب البعض أن رجل الدولة يتجنب سفك الدماء بكل الطرق ورجال المليشيات يبحثون عن بطولات ولو كانت على بحر من الدماء، مستدلين لاثبات أنهم مليشيات، انه وبعد أن فوت عليهم بن دغر الفرصة شعروا بالحنق والغضب فقاموا بإقتحام مبنى مديرية البريقة ونهب محتويات المبنى بما فيها مرتبات بعض الموظفين وكل هذا مسنود بالاحزمة الأمنية!!. أخرون عبروا عن شكرهم لدولة رئي...

سالمين… “الزعيم الأسطورة”

يعجز القلم عن الكتابة عن رجل بحجم وطن، كانت مقولاته بحجم وطن، وكلّ عمل منفرد من أعماله بحجم وطن. لم أجد من يرى في نفسه التمّكن من إعطاء سالمين حقّه، قال لي أكثر من شخص، ممّن عرفه وعمل معه، “سيكون ذنباً فوق استطاعة التحمّل، سيكون ظلماً لسالمين إذا لم نوفّيه حقّه بعد كلّ هذا الصمت”. قرّرت جمع شهادات من عاش عهده، لنغوص في ذكرى فقدانه، بحثاً عن اليمن المسلوب من أفئدتنا، الغارق في بحر الأحقاد والدماء، ولنحيي وطنيّته، وحدويّته، إنسانيّته، تسامحه… عرفاناً لمن أحياها فينا، ذات عهد. الحازم المتواضع سالـم ربيّع علي الملقّب بـ”سالمين” (1935- 1978) الثائر البطل ضدّ الإحتلال، والزعيم الحاسم ضدّ الفساد، أطلق الروس عليه “ثعلب الصحراء”، وأطلق عليه أبناء بلده “المعلّم”. كان ذكيّاً، شجاعاً، مثابراً، حكيماً، رجل الدولة الشديد، وابن المجتمع الرحيم. كان رجل الإنسانية بسيطاً متواضعاً، لا يحبّ المراسم ولا البروتكولات المعقّدة، يبدأ يومه مبكّراً، قبل السادسة صباحاً، بزيارات ميدانية للمزارع والحقول، وموانئ الصيد، ثمّ يتّجه للرئاسة، “يقف عند البوّابة وينظر إلى ساعته، وعند التاسعة يبدأ بمنع الموظفين المتأخّرين...

اليمن يحتاج عقلاء لا شهداء

من العقلانية ان يتفق اليمنيون على انهم كيمنيين ومسلمين وآدميين لا يرتضون استمرار القتال، وان لا يجعلوا لفظة "عدوان" و"انقلاب" معضلة، امام توقف آلة حصد الأرواح. لم يعد احد من عقلاء اليمن يطالب بالعدالة والقصاص الان، بل بات الشارع يردد عن قناعة ان من يتبنى هذين المطلبين هم من المتمصلحين من استمرار الحرب او المجرمين فيها الذين لازالوا يستنزفون ما بقي من الحياة ظلماً ونكاية وعدوانا، وهم بالمناسبة يعلمون يقيناً أن اياً من العدالة والقصاص لن يحدث ولو بعد حين. عدوان، انقلاب، لجان شعبية، ميليشيا، مقاومة، مرتزقة، أياً كانت المصطلحات، لم تعد مستفزة، هناك صور وارقام وذنوب تذهل من في عقله وقلبه لب،ّ باتت صور جثت الاطفال والنساء، والـ"أخطاء" المهولة، والارقام المتزايدة من ضحايا الحرب من المدنيين اكثر استفزازاً من مصطلح يزايد به طرف او آخر. لكل عدوان ولكل انقلاب مخرج ومعالجة، ودائما ما يستخدم فيها الاطراف في نهاية المطاف الاقلام والورق، والسؤال هنا كم بقي ليكتمل نصاب اليمن من الدم والخسران ليحل الاتفاق السلمي محل الشقاق الدموي؟، هو ذاته التاريخ يعيد نفسه، ...

رحلة مهاجرة يمنية

قد تبحثُ عن فرصة العمر في وظيفة، منزل، او رحلة، لكن ان تتشبث بفرصة الخروج من وطنك نحو المجهول فهذا يعني انك لا ترجو فرصة العمر، بل ترجو العمر ذاته، وبالطبع مع وطن محاصر بالبحر والنار، وبحدود سياسية لا أنسنة فيها، فان قرار السفر يعد مجازفة بالمصير. # تذاكر  VIB  # منذ مارس وحتى اغسطس 2015 كان الطيران المدني في اليمن معطلا بسبب استمرار القصف على مطار صنعاء الدولي، كانت الطائرة الوحيدة التي يسمح لها بالهبوط والمغادرة هي تلك التابعة لمنظمة الاغاثة الدولية، كانت الرحلة الوحيدة من والى الاردن، تأتي محملة بمواد الاغاثة وتعود خالية إلا من اشخاص يحملون وثائق تخولهم مغادرة اليمن كالدبلوماسيين اوالاجانب، اوطلاب الجامعة الحاصلين على تأشيرات ابتعاثهم، اواشخاص لديهم دعوات من جهات رسمية، الرحلة التي لم تكن تتجاوز تكلفتها500$ (خمسمئة دولار) اصبحت بعد الحرب تكلف 1500$ (الف وخمسمئة دولار). كمواطنة لم يهمني مبرر تضخم سعر التذكرة ولم اهتم لمعرفته بقدر ما اهمني توفير هذا المبلغ كي اسافر وابحث عن فرصة عمل بعد ان فقدت عملي كغيري من الاعلاميين خصوصا والمواطنين عموما، فبعد ستة اشهر من الحر...

وقفة

في ظلّ زحمة الأحداث والقصف والجوع، والإنشغال بهمّ كلّ صغيرة وكبيرة، تضيع منّا فرص التأمّل وادراك ما يحدث وتحليل ما يجري، وهذا ما يطيل أمد الوجع والتخلّف. أجبرنا على ضرورة استعداء طرف، حتى بتنا نرفض فكرة تحقيق السلم معه. ومع أنّنا نردّد دائماً -كعادتنا- أن "لكلّ مشكلة حلّاً"، يظلّ هذا مجرّد "كلام"، وتظلّ حلول كلّ مشكلاتنا محتجزة لا تتجاوز الأحاديث، ما دام "الله لا يغيّر ما بقوم حتّى يغيّروا ما بأنفسهم". نغالي في عدائنا أكثر من الأعداء أنفسهم! ولا نمانع في المتاجرة بالحقّ لنكسب الجولات! حتى اسم الله لم ننأ به عن صراعاتنا، حتّى باتت أزمتنا اليوم ليست بين حاكم ومحكوم، أو بين يمني وأجنبي، أو حتّى بينه وبين أخيه، بل باتت أزمة اليمني منّا في نفسه، وهو عقاب الله على إسرافنا جميعاً في الخصومة. ومع عجز قياداتنا عن إخراجنا من هذا الخندق، أصيب الفرد البسيط بأزمة أخرى في ثقته بنفسه وبغيره من البسطاء. الصحافي، الباحث، المفكّر، المثقّف، الأكاديمي، الخبير، وحتّى السياسي، جميعهم يؤثّرون في صنع وإقرار القرار في أيّ دولة محترمة، لكنهّم بسطاء في بلداننا بشكل عام.  العجيب أ...

صالح مقلّم يروي: أن تدرك الموت ساعتين

صورة
في لقائه الأوّل بعناصر تنظيم "القاعدة" لمس الصّحافيّ صالح مقلم لطفاً وكرماً لم يكن يتوقّعهما، إلّا أنّ ذلك سرعان ما تبدّل ليتمّ اعتقاله وتظليله بشبح الموت لأطول ساعتين في عمره. تجربته في دخول بلدة عزّان في شبوة جنوب اليمن، والتي تعتبر أحد معاقل التّنظيم المرعب الصّيت، ينقلها "العربي" في حواره مع المراسل السابق لوكالة "فرانس برس"، الذي يعمل الآن لصالح وكالة "أسوشيتد برس"، صالح مقلّم. حدّثنا بدايةً عن سبب زيارتك لبلدة عزّان؟ زرتُ بلدة عزّان مرّتين. زيارتي الأولى كانت في أبريل 2012، قالوا لي أنت أول صحافيّ يمنيّ يأتي الى هنا، وبحسب ما أخبروني، فقد زارهم صحافيّ بريطانيّ، ومكث عدّة أيّام، قالوا لي إنّهم أكرموه وتعاملوا معه بلطف حتّى أنهى عمله. في الحقيقة لقد لمست هذا اللّطف والكرم منهم في هذه الزيارة، وهو الأمر الذي لم أجده في الزيارة الثانية. على كلّ حال، كان سبب زيارتي أنّ وكالة "فرانس برس"، والتي كنت حديث عهد بالعمل لصالحها، طلبت صوراً لآثار غارات استهدفت سيّارة كانت تقلّ أربعة من عناصر تنظيم "القاعدة"، بينهم خبير متفجّرا...

"فايسبوك" يحتدم: "فين احنا"؟

أثارت الحملة الأمنية التي نفّذتها السلطات في عدن ضدّ "مخالفي إجراءات الإقامة" ردود فعل ساخطة في أوساط أبناء المحافظات الشمالية. تجلّى ذلك على مواقع التواصل الإجتماعي، حيث تتالت المنشورات التي تصف الحملة بـ"العنصرية"، وتدعو إلى وقفها وإقالة المسؤولين عنها، بينما آثر آخرون الردّ عليها بالتهكّم والسخرية. الصحافي سام الغباري توجّه إلى الرئيس عبدربه منصور هادي بالقول إنه "لا يجدر برئيس ينتمي إلى الجنوب، وناضلنا وقاتلنا باسمه، إيماناً مِنا بواحدية القضية، أن يصمت على هذه التصرّفات الوحشية الوقحة"، مضيفاً أن "شرعية هادي نابعة من صنعاء وليس من عدن". ورأى الغباري أن "ما يجري الآن محاولة إيرانية لإهداء الحوثيين شرف التعامل الجيّد مع الجنوبيين في صنعاء وصعدة"، معتبراً أن "استمرار بقاء عيدروس وشلّال في عدن يمثّل وصمة عار في جبين الشرعية، والرئيس، والمشاورات، والحكومة، والتحالف العربي"، لما في "استمرارهما بمنصبيهما من إهانة للناس، وتصرّف بمزاجية فردية، لاتخضع لقانون أو دستور". من جهتها، وصفت الإعلامية نورية الحرازي "الإست...

الترب: مشاورات الكويت ولدت ميتة

هو رجل اقتصادي بامتياز. خبير اقتصادي ومستشار دولي للتنمية. يشغل مناصب رئيس الإتّحاد العربي للتنمية الإدارية (AFAD)، والرئيس الإقليمي للبلاد العربية في الإتّحاد الأوروبي للتسويق والتنمية (FMPA)، ورئيس الهيئة التنفيذية للحركة التعاونية. صفات وسمات لا تمنعه من الإشتغال في السياسة والإهتمام بشؤونها وشجونها. إنّه المستشار الرئاسي، ورئيس حركة "أنا الشعب"، عبد العزيز الترب. في مقابلة مع "العربي"، يقرأ الترب في مسار مشاورات الكويت، ويتطلّع إلى نتائجها المتوقّعة من وجهة نظره. كما يقترح حلولاً تبدو، بالنسبة إلى كثيرين "متطرّفة"، للأزمة السياسية والأمنية التي يعيشها اليمن. ولا ينسى الأكاديمي والسياسي المخضرم التعريج على واقع الوحدة، مقلّلاً من أهمّية كلّ ما يدور الحديث عنه من تشقّقات وصدوع باتت ظاهرة للعيان في جسدها. بعد نحو ثلاثة عقود من تحقيقها، كيف تنظرون إلى واقع الوحدة اليمنية اليوم؟ الوحدة بخير على الرغم من كلّ الصعاب والعدوان لأكثر من عام وثلاثة أشهر، لأنّها خطّ أحمر، وهي باقية بتماسك أهلها، وباعتراف العالم بالجمهورية اليمنية. أضف إلى ذلك مبدأ أن من يسيطر على...