المشاركات

عرض المشاركات من 2018

الإنتقالي بين "العسكرة" و"السياسة"

في مقطع فيديو لمقابلة بقناة أبو ظبي قال رئيس المجلس الانتقالي، عيدروس الزبيدي  رداً على سؤال المذيع فيما كان يعتبر جماعة "الحوثي" مكون سياسي ام لا؟، قال: إذا التحالف اعتبرهم كذلك فسنعتبرهم كذلك! كان هذا الرد كافياً يظهر مدى التبعية وحالة اللاقرار الذي يغرق بها الزبيدي ومجلسه، كيف لمن يروج أنه "زعيم" ألا يتوانى قبل قوله ذلك؟ لقد أبلى الزبيدي بلاء حسن في معاركه ضد اجتياح الحوثي المحافظات الجنوبية، لكنه لم يكن سيقوى على ذلك لولا الإرادة الشعبية والسند الفردي والجمعي لكل ابناء المحافظات الجنوبية الرافضين وجود الحوثي، فضلاً عن دعم التحالف له كقائد عسكري يحقق خدمة للشرعية المعترف بها دولياً. السياسي الواعي يدرك اسباب نجاحه، لا ينكر فضلاً، ولا يحقر معروفاً، ومعروف البسطاء الذين شاركوا بحياتهم ليحقق الانتقالي نصره العسكري ضد الحوثي يغرق الانتقالي وقياداته، ولا ينكره إلا جاحد. لكن منذ إنقلابه على السلطة الشرعية بعد إقالته من منصبه كمحافظ لمحافظة عدن، والإنتقالي يرفع شعار الولاء وحفظ المعروف للخارج أكثر من ولائه وشعوره بالجميل لتضحيات أبناء هذا الشعب!! وكأن هذا ...

المكابرة والقفز على الحقائق

اغسطس 2018 المراقب للحالة السياسية في اليمن يدرك أنها من التعقيد ما تتطلب معجزة ليعود الاستقرار على ماكان عليه قبل 2011 على الأقل، فبدلاً عن ميليشيا واحدة بات لدينا اثنتين، وبدلاً من تهديد “القاعدة” بات لدينا الكثير من العصابات الأشد إجراماً. لم يعد المواطن يطالب بالرفاهية المذكورة في شعارات الثورة، ولم يعد الأمل في اللحاق بركب الديمقراطيات المنشودة قائم، كل الرجاء الأن بتوفير الأمن ولقمة تسد رمق الجائعين. الإشكالية ليست بالثورة ولا بمطالب الشعب المشروعة ولكن بمن يركب الموجة ليسرق عرق الثائرين والجائعين وأصحاب الحق.. واستمراء تكرار هذا المشهد. في 2011 ركبت الموجة أحزاب وشخصيات كانت شريكة في السلطة او النفوذ، ثم أصبحت في عداء شخصي مع الحزب الحاكم وشخص الرئيس الراحل صالح، فشُخصنت الثورة ثم تقاسم الجميع الكعكة وبقي الثائرون يلتحفون الفضاء. وها هو اليوم المجلس الانتقالي في المحافظات الجنوبية يكرر نفس اللعبة بركوب الموجة والتسلق على آمال وأحلام البسطاء في تحسين الخدمات وتوفير الأمن والسيطرة على ارتفاع الاسعار وتدهور العملة الوطنية. المجلس الانتقالي الذي يفترض أنه مساهم في توف...

لفتة

19 يونيو 2018 لأني ولله الحمد لم انتمِ بعد لحزب او جماعة معينة، وأشعر أني اقف على مسافة متساوية من الجميع، ومؤمنة حقاً بان الجميع يمثلون اليمن الكبير... خسرت كثيراً لكني اشتريت راحتي فلا اخشى امتداح سياسة حزب او انتقاد أخرى.. وقد قرأت قبل قليل منشورا للدكتورة  الفت الدبعي  تنصح فيه حزب الاصلاح بعدم قبول اي مناصب قيادية في المرحلة الراهنة.. ورأيت ان البعض انتقد ذلك دون وعي بهدف وغاية المنشور... دائماً ما يبادر المصلح في البلد الى التضحية عكس السياسي الذي يسعى للسلطة ويتمسك بها لأنها من حقه .. (هي حقٌ لكل مواطن بالمناسبة) لكن المصلح يضحي بهذا الحق ترجيحاً لمصلحة أسمى وغاية أنبل، فيما لا يفعل السياسي. الدكتورة (والتي اختلف مع طرحها احياناً) اجبرتني على تلمس حرصها الوطني من خلال منشورها هذا... ربما لأني رجوت سابقاً انتباه القيادة السياسة الى هذه الفكرة.. فحزب الاصلاح نخبوي لا يحتاج مناصب سياسية، (مؤقتاً)، كما ان البلاد الان تغلي، في فترة غير طبيعية، مجرد فترة "مرحلية"،  تمتلى بالمماحكات والصراعات وبالتالي حتى إن كان الشخص صاحب كفاءة جبارة فلن يستطيع انجاز شيء او تقديم ش...

لماذا المرأة؟

2017/12/09 "الحكمة نت" "نعم نريد المرأة مشاركة في مراكز صنع القرار ولكن ايضاً يحتاج الوطن لتكون نساءه حاضرات في تربية وتنشئة اطفال وشباب المجتمع"، هذه كانت خلاصة ولبَّ لفتة رئيس الوزراء، الدكتور احمد عبيد بن دغر، مشيراً الى عظمة دور المرأة وأهميته في تجنيب البلد المشاكل والأزمات. بالنظر الى الحرب فإننا نشهد انسياقاً عجيباً لشباب في عمر الزهور ينهون حياتهم في ساحات المواجهة العسكرية، لا لشيء، سوى لأفكار عفى عليها الزمن، تشرعنُ التمرد والدمار والوقوف ضد القانون والإنسانية والسلام.  يدرك بن دغر، وهو الذي خبر الواقع السياسي والاجتماعي في البلاد، ان حال شبابنا المندفع نحو الموت بدلاً عن العلم والمعرفة والبناء والحياة، يفرض على المجتمع إعادة النظر في دور المرأة، المرأة التي تزرع القيم السامية والمبادئ النبيلة الأخلاق الكريمة في عقول وضمائر النشئ وبالتالي شباب ورجال ونساء هذا المجتمع. كانت اليمن في أزهى مراحلها عندما كانت المراة صانعة للقرار فيها، كما ان العالم يثبت لنا اليوم تقدمه انسانياً وحضارياً من خلال اعطائه مساحة أوسع للمرأة في صنع سياساته، وهو الأمر الذي ...

الوديعة أولاً

2018/01/17 "الحكمة نت" احتل رئيس الوزراء الدكتور بن دغر مكانة مرموقة في قلوب اهالي المحافظات المحررة.. ليس لانه بائع كلام محترف ولكن لانه كان ومازال قريب منهم يعايش وجعهم قبل فرحهم. لقد غامر بن دغر بحياته وهو يتجول في ربوع المحافظات المحررة في وقت كانت الخلافات والإرهاب على أشده.. وفيما غيره فضل المكوث بعيداً عن الواقع البائس.. نجح هو بحق في تطبيع الحياة بعد كل الدمار الذي حدث. وكعادة الرجل يحاول انقاذ مايمكن انقاذه.. بفلسفة واقعية بعيداً عن الشطح ومروق المتفلسفين.. ففيما تواجه البلاد والتحالف تحدياً صعباً في الحسم العسكري يطالب بن دغر بإنقاذ العملة اليمنية المنهارة وتلافي خسارات البلاد على كل الأصعدة... وهو طرح يتفق معه كل عاقل.. وكل خبير استراتيجي..  لاينكر أحد جهود وخسائر دول التحالف بمعية اكثر من 10 دول حاولت انقاذ شرعية اليمن من الهبوط في فوضى التمرد والانقلاب ومنذ ما قبل تولي بن دغر رئاسة الحكومة.. ولا يزال اليمنيون يكافحون بصبر لتحقيق هدفهم المنشود.. وبالنظر الى مطالب ومناشدات بن دغر بانقاذ اليمن وعملته يجدها النخبة والعامة تصب في ذات الهدف.. حماية اليمن من ...

الحوثي بين السلالية واليمن الحديث

2017/12/27 بتجرد تام ينتقد الحداثيون التسلط الديني الذي يمارسه اي تكتل ديني على باقي خلق الله، تحت مبررات حفظ الدين وإقامة الحق وإزهاق الباطل، ويستشهد الحداثيون بالتقدم الحضاري والتنموي الذي يشهده العالم نتيجة القوانين المدنية التي أعلت من شأن المواطن الانسان. لقد خلص الحداثيون الى بديهية التطور والتنمية في ظل تقدم الوعي وتطبيق مفاهيم المواطنة و الديمقراطية والدولة الحديثة والمدنية والليبرالية الاقتصادية وغيرها من المفاهيم على ارض الواقع، حيث تحقق بالتوازي التقدم العلمي والنهضة الاقتصادية والرفاهية لمواطني المجتمعات والدول المتقدمة الأخذة بمبدأ المواطنة. وهنا بكل تجرد نخلص إلى حقيقة أن الحركة الحوثية لا ولن تصلح لقيادة دولة مدنية حديثة، يرافقها تطور فكري واجتماعي واقتصادي وسياسي. يتغنى الحوثيون بالدولة المدنية مستغلين جهل عامة المواطنين بأن أول شروطها هي قيام نظام حكم ديمقراطي عبر صندوق الانتخابات، وليس الإنقلاب وفرض نظام وسلطة الأمر الواقع. كما ان نظام الدولة المدنية يحترم الأقليات في المجتمع ناهيك عن الأكثرية.. لا يمارس تكميم الأفواه والاعتداء على المعارضين وإرهاب الناس....

للكلمة رجالها

2018/01/20 "الحكمة نت" وتبقى الكلمة أداة العقلاء وبرهان الشرفاء، فتصبح ذات قيمة ومصداقية عندما تصدر من الصادقين. كثيرون هم المتحدثون ببلاغة.. القادرون على هندسة الكلمات ببراعة.. ولكن الموجوعين بصدق.. وحدهم من تصل كلماتهم للقلب مهما كانت عفويتها. لم ينثر بن دغر شعراً او يأتي بكلمات عبر متخصصين لايصال رسالة تعد من أولوياته المهمة.. ببساطة الموطن تحدث عن عملة تنهار واقتصاد يتدمر وانسان يموت.. ساعات شعرنا بها كأنها الدهر. وضعنا ايدينا على صدورنا ننتظر استجابة لندائه الصادق.. تلاطمت بنا الشائعات عن استقالة في الطريق وتوتر سياسي سيعصف بالشارع الذي مالبث ان تنفس الصعداء.. ومازال يجاهد في انتظار معجزة في تقارب كل المتخاصمين.. جاءت الاستجابة كريمة لترفع عنا ثقلا بحجم اللااستقرار الذي كنا على شفا جرف منه. المجتمع الدولي حولنا والاقليم تحديداً يعلمون من هم رجالات اليمن.. ويعلمون ان خلف حديث بن دغر نوايا وطنية.. وان المزايدات ليست في قاموس هذا الرجل.. لذلك كان للكلمة منه وقع السحر الذي تطلب الاحترام وسرعة الرد وبإيجابية.

لماذا يقاتل عيدروس؟

2018/01/29 حظى عيدروس بما لم يحظ به غيره من صلاحيات ومسؤولية على كافة مؤسسات الدولة وميزانيتها ونفوذ السلطة في الداخل والخارج، لكن ماذا قدم؟ لا ينكر احد جهود عيدروس في فترة توليه ولا نقلل من شأنها ولكن اذا ما قارناها بما تحقق على يد رئيس الحكومة وخلال فترة أقل من تلك التي تولى بها عيدروس المسؤولية سنجد الفارق الشاسع وسنعرف من هو الذي مارس الفساد الحقيقي.  مؤسف ان نرى اليوم المجلس الانتقالي الذي يفترض به لعب دور المعارضة الوطنية الناضجة، نراه مزعزعاً للاستقرار وإثارة الفوضى والنعرات المناطقية وخلق التحديات فوق التحديات امام الحكومة، شأنه شأن أي ميليشيا او عصابة خارجة عن القانون!! ومؤسف أكثر أن نرى الانتقالي منذ تأسيسه يعيش حالة اغتراب وطني، فلا نصيحة قدمها للحكومة ولا مساهمة إنسانية للبلد تستلزمها المعاناة في ظل الحرب، بل ولم يكن مساندا في تحقيق اي منجز بقدر ما شكل عائق وحجر عثرة، مؤسف انه لم يقدم مبادرة لمعالجة مشكلة من المشكلات التي تغرق بها عدن وغيرها من المحافظات الجنوبية، بينما قدم الكثير من الخطب الرنانة انتقاداً وتهديداً. وبعيدا عن ا...

شكراً بن دغر

2018/02/01 لم يأخذ تحرك الانقلاب عسكرياً في عدن وقتاً حتى سارع  رئيس الحكومة الدكتور احمد عبيد بن دغر موجهاً بعودة القوات العسكرية إلى ثكناتها.. قائلاً دم اليمني على اليمني حرام. وفي سابقة في التاريخ اليمني التزم المناضل الأكتوبري والزعيم الوطني الصمت مهدئاً ومبتعداً عن لغة التصعيد التي ألفها اليمنيون.. ظل في مكتبه بعدن مع ان الانقلاب المجنون عصف بالساحة هدد وأبرق وأعد ووضع اسمه في مقدمة قائمة المطلوبين للمحاسبة كما زين لهم البله السياسي والفقر الأخلاقي.. ورغم الاستفزاز ظل هادئاً مرجح كفة الاستقالة على ألا تراق دماء ابناء الوطن. للأسف نحن شعوباً لا تقرأ القوة إلا بمنظار الضعف ولا تعي قيمة المسؤولية الإجتماعية.. ولا ندرك عظمة رجالنا إلا حين يغادرون.. ومن الغريب بعد هذا الفصل السيء الذي مررنا به ألا نشاهد في عدن يافطات شكر لبن دغر.. الرجل الذي ترك كبرياء السلطة وغرور النفوذ جانباً والتزم الهدوء المسؤول..  اثبت ان اصحاب الانجاز منشغلون عن الكلام بالعمل. يستحق بن دغر الشكر على قوة تحمله عبث المراهقين سياسياً والمهووسين بحمل السلاح.. يستحق الشكر لهدوئه في زمن انفلات ال...

الهدوء لحفظ المكاسب

2018/03/14 "الحكمة نت" ما الذي سيحدث في عدن ان استمر غياب القيادة الشرعية المعترف بها دولياً والمتوافق عليها محلياً والمتمثلة في رئيس الحكومة احمد عبيد بن دغر؟ تابع الجميع دعوة الوزير صلاح الصايدي إلى عودة الرئيس عبدربه منصور هادي وهي دعوة تحمل هماً وطنياً عميقاً، وتنبه في الوقت ذاته إلى خطورة بقاء العاصمة المؤقتة خالية من رأس السلطة التنفيذية بشقيه الرئيس هادي ورئيس الحكومة بن دغر، وهو أمر يجب ألا يطول فما شهدته عدن من تجاذبات واختلالات خلال الايام القليلة الماضية لا يجب ان يمرر بسذاجة فيتفاقم السوء في المدينة ومحيطها. لم يتمكن التحالف من حماية الرئيس هادي في الداخل ففهم الجميع ان حياته ومستقبل الشرعية في خطر من وجوده، لذلك ظل في محل إقامته في الرياض طيلة فترة الحرب، لكن وجود بن دغر ملأ الفراغ وقام بواجب السلطة والشرعية بكامل الامكانيات المتاحة رغم كل التحديات والتناقضات وكذا المخاطر، وقد كان يصرح -دولته- عن توجيهات القيادة السياسية ومتابعتها لكل ما يجري من الرياض. حقيقة ما يجري في عدن يلخصه ما نشرته مواقع التواصل الاجتماعي قبل ساعات عن احد القيادات الشابة للمجلس الا...

استعادة السيادة قبل كل شيء

2018/03/22   الوضع في اليمن يشهد انفلات غير مسبوق، هذا هو رأي المجتمع الدولي في ما يحدث وخصوصاً بعد الأحداث المضطربة الأخيرة من استقالات وتسجيل اعتراضات علنية على شكل العلاقة اليمنية مع التحالف. لا يمكن لكائن من كان أن يعيد الوضع في الدولة اليمنية كما كان قبل الحرب، لقد كبرت الميليشيات على اختلافها، وكبرت معها المطامع الخارجية، وبات التجاذب على اليمن وليس في اليمن، وأصبحت المؤامرات والضبابية الدولية تجاه اليمن هي الحقيقة التي تم إخفاؤها عن الرأي العام الداخلي، ورغم ان الحالة منذ بدايتها كانت معقدة إلا انها اليوم خطرة، ولم يعد بالامكان الامساك بطرف معين او مسؤول وحيد عن كل هذا العبث الذي يلحق بالبلد ومواطنيه. اليمن دولة عضو في الامم المتحدة، ولها سيادتها، ولديها حكومة تجابه في أكثر من جبهة، جهود أشهر تنسف في لحظات، ولا يعلم أحد لماذا ومن المستفيد. الوضع في أقل توصيف له خطر، ويستوجب من كل الوطنيين التوحد خلف الشرعية كقيادة معترف بها دولياً وأكثر ضماناً من الكيانات الأخرى، علينا توحيد القرار واسترداد السيادة قبل تصفية الحسابات وتقاسم الكعكة او رفع...

الشعب يحفظ سيادته او يرهنها للخارج

2018/04/20 خدمات، التزامات نقدية وغير نقدية، تطوير مؤسسي، تثبيت نظام، تحقيق أمن، احتواء أزمات مع كيانات وتيارات وجماعات، كل هذا ولازالت التحديات والمتطلبات تتوالى على ملف الواجب الوطني أمام الحكومة، ثم نصبح فجأة على الفاجعة الأخلاقية، الاستثنائية، "حادثة مركز اللاجئين الأفارقة"!!. عادةً ما تتحمل الحكومة مسؤولية كل هذا مع انها في مرحلة تعدد أقطاب القوة، إذ لا يخفى على أحد أن مراكز القوى داخل الدولة توزعت بين أكثر من جهة ولم تعد الحكومة وحدها هي المسيطرة على كل شيء. عندما كان العقلاء يطالبون بتسليم الميليشيا سلاحها وعمل المكونات السياسية تحت مظلة النظام وليس القفز عليه او مواجهته.. عندما كان الجميع يدين ويرفض تقديم دعم دول خارجية لبعض الجماعات بمعزل عن النظام.. لم يكن كل ذلك عبثاً، بل كان لإدراك خطورة تنمية أكثر من قوة داخل الدولة الواحدة، فتضيع المسؤولية ويتفتت القرار وتتضارب المصالح على رأس النظام والوطن والمواطن. المشكلة من يقنع الخارج بوقف دعمه للجماعات خارج إطار الدولة؟ في نهاية المطاف يريد الأجنبي مصلحته قبل أي مصلحة، ويرى في تنمية أي ج...

عودة الحكومة... عودة هيبة الدولة

2018/04/15   عاد رئيس الوزراء الدكتور احمد عبيد بن دغر الى العاصمة المؤقتة عدن، ومعه عدد من مسؤولي حكومته، بعد رحلة طويلة على ذهن المواطن، مليئة بالشكوك والتساؤلات والإشاعات والذعر من القادم، خصوصاً مع صمت دولته عن ايضاح اي شيء في هذا الجانب. عاد ليس منتصراً لذاته، بل لشعب كان يتوقع دخول دوامة كبيرة في ظل الصراع القائم، بين المكونات من جهة وبين أعضاء المكون الواحد من جهة أخرى، دوامة لن تقل ضرراً عن تلك التي اصابت البلد في 2014 مع بدء الإنقلاب. عاد رئيس الحكومة ليس كفرد أثبت جدارته في استحقاق ثقة الداخل والخارج لإكمال ما بدأه من حفظ النظام في البلد فحسب، بل عاد كمنظومة تمثل الشرعية يجب ان تُحترم، ويجب أن يتعلم معها الجميع أن للدولة قانون مهما تضمنت من خلاف واختلاف، قانون يجب ان يسمو على الجميع، وكما يحفظ هذا القانون اعتبار أصغر موظف حكومي من التنحية فمن باب أولى أن يحفظ للبلد هيبته عبر حفظ كبار موظفيه ورأس هرم السلطة فيه. مع عودة الحكومة أدرك الخصوم قبل الأصدقاء أن اليمنيون أخيراً صححوا مسار اتخاذهم لقرارهم الذي كان يتأثر بأبسط هبة ريح، الأمر الذي عكسه منشور لأحد قيادات "ا...

بن دغر... البعيد عن التورية

26-4-2018 المتتبع لمسيرته وأدائه لعمله يجد ان رئيس الوزراء الدكتور احمد عبيد بن دغر اختار خوض التحدي من أوسع الأبواب، لم يكن مرغماً ولا مجبراً ولكنه اختار المواجهة والتواجد في الميدان والتنقل من مدينة لمدينة والنزول الى الاحياء والشوارع باختلافها، لم يتوارى في برج عاجي او يكتفي كغيره بإدارة حكومته من خلف المكتب. ها هو اليوم بن دغر يخوض تحدياً أخر بل ويدخله من أوسع أبوابه، لقد أكد الرجل من وسط مدينة المكلا، رحم الحراك الجنوبي، على تمسكه بخيار الدولة الإتحادية، وكأنه لا يريد إلا أن يوسم بـ"رجل المواجهات" "البعيد عن التورية"، خصوصاً وأنها ليست بجديدة عليه، فقد سبق له أن رفع علم الجمهورية اليمنية في احتفائية سبتمبر الماضي في محافظة أبين، المحافظة المحتقنة غضباً حراكياً، والمثخنة بدعاوى استعادة دولة الجنوب. لدى الرجل إيمان قوي بأهدافه المتجاوزة للجغرافية، والمناطقية، والبعد الزمني المعلوم، فتجده يدعو العامة قبل الخاصة للتأمل بين المفاهيم التي ظللتها المظالم، فيضع المقارنة للمواطن بين الهوية الوطنية الجامعة لكل البسطاء في هذه البلاد، وبين النظام السياسي الذي مارس ال...

المعارضة بين الوطنية والانتهازية

2018/04/01 "الحكمة نت" لم يعد يعرف احد اين ومتى وكيف تكون نهاية حرب اليمن وأزماتها المتكاثرة، حتى اكثر الخبراء السياسيين والاستراتيجيين واكبر المؤسسات الرسمية تقف عاجزة عن توقع القادم في البلاد، لقد بات حالها يقول إنها تقف على رمال متحركة. الغريب ان هذا يحدث بعد ان شهدت المحافظات المحررة تقدماً مشهود في قطاع الخدمات والأمن والمرتبات، وقد تواجدت الحكومة برأسها وكافة اعضائها، (حكومة بن دغر) على أرض الواقع، باسطة سلطتها ومحققة الوجود الحسي والمعنوي للدولة، وقد رافق ذلك جهود لاستمرارية استقرار الوضع السياسي والاقتصادي والإنساني، فما الذي حدث لينتكس الحال؟ هل (التحالف السعودي الإماراتي) لعب دور في تصدع الأمور في المحافظات المحررة وتحديداً العاصمة المؤقتة عدن؟ هل نشأة مكونات سياسية جديدة كانت ضمن السلطة وفجأة أصبحت معارضة شرسة (مسلحة) هو السبب؟ وما الحل؟ لقد عانى ومازال يعاني المواطن من تداعيات الحرب، الأمر الذي يجب وضعه في عين الاعتبار بالنسبة لكل الاطراف، إذ ان استمرار المماحكات والتحديات والتسابق نحو تقاسم الكعكة قبل استوائها، لا يعود إلا بمزيد من القهر وتراكم المظ...

الشعب يحفظ سيادته او يرهنها للخارج

20-4-21018 خدمات، التزامات نقدية وغير نقدية، تطوير مؤسسي، تثبيت نظام، تحقيق أمن، احتواء أزمات مع كيانات وتيارات وجماعات، كل هذا ولازالت التحديات والمتطلبات تتوالى على ملف الواجب الوطني أمام الحكومة، ثم نصبح فجأة على الفاجعة الأخلاقية، الاستثنائية، "حادثة مركز اللاجئين الأفارقة"!!. عادةً ما تتحمل الحكومة مسؤولية كل هذا مع انها في مرحلة تعدد أقطاب القوة، إذ لا يخفى على أحد أن مراكز القوى داخل الدولة توزعت بين أكثر من جهة ولم تعد الحكومة وحدها هي المسيطرة على كل شيء. عندما كان العقلاء يطالبون بتسليم الميليشيا سلاحها وعمل المكونات السياسية تحت مظلة النظام وليس القفز عليه او مواجهته.. عندما كان الجميع يدين ويرفض تقديم دعم دول خارجية لبعض الجماعات بمعزل عن النظام.. لم يكن كل ذلك عبثاً، بل كان لإدراك خطورة تنمية أكثر من قوة داخل الدولة الواحدة، فتضيع المسؤولية ويتفتت القرار وتتضارب المصالح على رأس النظام والوطن والمواطن. المشكلة من يقنع الخارج بوقف دعمه للجماعات خارج إطار الدولة؟ في نهاية المطاف يريد الأجنبي مصلحته قبل أي مصلحة، ويرى في تنمية أي جماعة هو...

سقطرى... درسٌ كشف معادن الرجال

16 - 5- 2018 انتصر ابن اليمن.. وعلمت الإمارات وغيرها أن هناك من أبناء هذا البلد المتواضع من يعي حدود التدخلات الخارجية في بلاده وسيقف حازماً صارماً عندها. سقطرى كانت درساً جيداً لإعادة الحسابات، وللمكاشفة بين الجميع في الداخل والخارج، لعبت الإمارات فيه دون ان تقصد دوراً مهما لتكشف اليمنيين امام بعضهم، فعرفتنا على من سيصطف مع القوي على حساب استلاب سيادته، ومن سيختار الثبات على حقه مهما كان حجم الكارثة. كانت الحكومة بحاجة لبقاء الإمارات ضمن قوات التحالف، ولازالت بحاجة لمساعداتها الإنسانية للشعب، لكنها رغم ذلك، لم تجعل هذه الصغائر (في عيون العظماء) مدعاة للإحراج ومصوغاً لتبادل الجوائز وتقاسم الولاءات. سقطرى ليست ملكاً لبن دغر حتى يعادي الإمارات لأجلها، بل على العكس هو بحاجة لدعم الإمارات وكسبها في صفه بدلاً عن وقوفها في صف خصومه، وكان بإمكانه شراء رضاها باتفاقات بينية لا علم للشعب بها، لكنها ضرب بهذه الاعتبارات عرض الحائط، مفضلا حفظ حق رعيته. رغم مظاهر القوة والتمادي بالاستفزاز الذي مارسته الإمارات من تعزيزات عسكرية متتالية، وتحت نشاط اعلامي صور ...

الجنوبي في جبهات الشمال وطنية ام غباء؟

منذ أكثر من 3 أعوام والتحالف العربي يقدم دعماً سخياً للشرعية اليمنية ولكل رجال المقاومة المواليين لها، ومنذ ماقبل تحرك هذا الدعم أظهر ابناء المحافظات الجنوبية مقاومة صلبة ضد توسع الحوثي جنوباً، رغم الألة العسكرية التي كان يمتلكها الحوثي مقارنة بـ"اللا شيء" الذي قاتل به ابن المحافظات الجنوبية، وبمرور عام فقط عاد الحوثي أدراجه. الأمر لم يكن خارقاً او معجزة، فقط تطلب إرادة صادقة، ورغم ان ابناء محافظات الجنوب أكثر سلمية من غيرهم لكنهم كانوا صادقين في صراعهم ضد الحوثي، فيما المحافظات الشمالية والتي لا ينكر أحد تلقيها للدعم الجزيل والذي يفوق عشر مرات ما تلقته مقاومة الجنوب، إلا أنهم حتى اليوم يمارسون مماطلة هي أشبه بابتزاز للتحالف وللشرعية معاً. وإلا ما سر عدم حسم جبهة نهم؟ ما سبب عدم حسم أبناء تعز لمعركتهم ضد خصمهم؟ أقول على التحالف ان يحسم أمره مع المرتزقة الذين يدعمهم أولاً قبل حسمه معركته مع الحوثي.. عليه أن يتأكد أن من يقاتل الحوثي صاحب قضية أو تاجر سلاح.  ما يثير الحنق تلك الأنباء المؤكدة التي لازالت ترد حتى اليوم من تهريب السلاح للحوثي بأيدي من أبناء محافظات الشمال، الذين ...

لست رب الوطنية ياعسلي

لقد دعا الكاتب سيف العسلي، في مقال، القراء ليدخلو حكماً بينه وبين الكاتب احمد باحارثة في ما يشبه دعوة اتهام الأخير بعدم الوطنية، جراء تناوله في مقاله هو الأخر، غبناً لازال أبناء محافظة حضرموت يشعرون به، فجاءت تلبيتي للدعوة، غير أن الموقع الذي نشره اتهام العسلي لباحارثة كما نشر دعوته للتحكيم او حق الردّ رفض نشر مقالي لأسباب قد يستنتجها القارئ الكريم في السطور التالية. عنون العسلي مقاله بدعوة باحارثة لأن يكون وطنياً، اتهام لا يليق بمكانة كاتبين  كباحارثة والعسلي، وأ يّاً كان موضوع الخلاف فمن المؤسف أن تستمر نخبنا المثقفة بإطلاق الأحكام لبعضها بالوطنية من عدمها لمجرد تبني أفكاراً متشابهة اومختلفة، وهو ماحذر منه، آسفاً، باحارثة في مقاله، ووقع به صديقه القديم رغم ذلك جاداً كان او مازحاً. لقد عبر باحارثة عن مشاعر غبن أبناء محافظته، حضرموت، كغيرهم من ابناء المحافظات الأخرى على طول البلاد وعرضها، وأشار إلى أن امتناع اليمني من التعبير عن هموم منطقته خشية الإتهام بالمناطقية لم توحد اليمنيين بل وسع الهوة وصعد دعاوى الإنفصال والتمزيق والتفتيت للرقعة الجغرافية الموحدة فقط في النشيد ال...

صنعاء بين تحالفين: كالمستجير من الرمضاء بالنار

الخميس 24-08-2017  كان الرهان على أن تفلت الأمور ليتصدع صف «الشرعية» اليمنية سريعاً، مع وجود انقسامات حادة بين ذراعيها في اليمن، الموالي للسعودية والمحسوب على الإمارات، وخصوصاً مع التحركات المتوترة الأخيرة لمسؤوليها دخولاً وخروجاً من عدن. لكن الشارع، ومعه النخب، تفاجأوا بقفزة متهورة في علاقة تحالف صنعاء (علي صالح وأنصار الله)، في ظل ظرف يتطلب النقيض، حيث تُباهي عدن، إعلامياً، بترتيب صفها ونجاحها في توفير الخدمات وتحسن كبير في ضبط الأمن، وتوفير الرواتب والمكرمات - الورقة الحاسمة في استمالة الشارع -. في المقابل، فإن لـ«أنصار الله» أيضاً تحركات للتأثير واستقطاب أهالي المحافظات الجنوبية المتضررين من التواجد الإماراتي، تحت دعاوى عدم حفظه الأمن كلياً أمام «القاعدة»، ناهيك عن تواجد المنتهك للسيادة الوطنية أساساً، والشبيه بالاحتلال الباسط على الأراضي والسواحل والثروات. إذن، فالمرحلة كانت مرحلة استقطاب ويفترض فيها ضبط الأعصاب. الخلاف الحوثي العفاشي موجود أساساً، وما كان تحالفهما إلا «مجابهة للعدوان»، كما كان يصرح به طرفا التحالف بشكل ضمني في كل مرة يتم فيها الحديث عن ضغائن الماضي، لذلك...

"رفقاً بالقوارير"

الأربعاء 8-03-2017 وهو على فراش موته، عليه أفضل الصلاة والسلام، يوصي الناس بالنساء خيراً. رسالةٌ عميقة الحكمة والإدراك، لرجل يعلم أن تأثيره غير مقتصر على زمان بعينه أو مكان. رسالةُ رجل فذّ البصيرة، يعي خصوصية تكوين هذا الكائن. قد يعتقد البعض أن التوصية بالنساء جاءت لكونهن مخلوقات ضعيفة، وهذا طرح وارد، لكنه لا يتوازى تماماً مع الدور المنوط بحواء. بدايةً، تؤنس وحشة آدم، إليها يسكن، ومعها يصبر، ومنها يستمد الطاقة والدافع ليمضي في مسيرة استخلافه. ثم يختصها الخالق بمهمة احتضان بذرة الخلق واستمرار الحياة، ثم يجبلها على مهارة الإعتناء بهذه البذرة، 9 أشهر، وحولين كاملين، وسنين التنشأة الأولى، وإلى ما لا نهاية، بكل ما يرافق هذه المهمة من تحديات ومعجزات ومشقة، فكيف لكائن ضعيف أن يمنح بكل هدوء، خال من التكلف، كل هذه المنح؟ وإن كان صبرها النافذ، وصلابتها الكامنة، وانتظام عطائها الفطري، جعلها محل اختيار الخالق للقيام بهذه المهام الجسيمة، فلماذا تأتي التوصية بها؟ والحثّ بـ"رفقاً بالقوارير"؟ هل يعقل أن يكون الضعف هو ما يستدعي ذلك؟ لن يعجز أي متأمل أو باحث شغوف عن ربط العلاقة بين حاجة ا...

عدن بين رجالها والهدف

كلا... إنها ليست ثمانية مخططات للدفع بالعاصمة المؤقتة، عدن، نحو حرب أهلية. إن ما شهدته عدن أكثر من ذلك، ويمتد إلى ما قبل الحرب. ربما كان محافظ عدن، عبد العزيز المفلحي، يتهم جهة معينة بهذا الرقم، وإن كان يُستغرب أن يأتي هذا الإتهام في هذا التوقيت الذي لا تزال فيه عدن رازحة تحت وطأة الفوضى السياسية، علاوة على الفوضى الأمنية والاقتصادية، إلا أن حديثه عن بدء دوران عجلة التنمية في عدن يشير إلى وجود نية بإنهاء حالة الفوضى، للوصول إلى الهدوء والاستقرار أو ربما إلى فوضى أعتى وأشد. مع الأسف، إن الإستفزاز والتخوين السياسي اللذين مارسهما الإخوة الأعداء، طيلة مراحل التاريخ اليمني، مراحل البناء والهدم على السواء، وبشكل مباشر وغير مباشر، انعكسا كأزمة ثقة بين المواطن والمسؤول. وفي كل مرة كان الشعب لا يأكل من وراء اتهامات الفساد والتخوين غير الهواء، ولذلك أصبح الشارع بدلاً من أن يلتف حول المصلح ينقسم حول الفاسدين، لتتصدع الأرض تحت أقدامهم، ويتفاجأ الجميع بأن المصلح نفسه أفسدته السياسة والسلطة. وعليه، يفترض البعض، بحسن نية، أن الميزانية ذات الأرقام المهولة التي أشار اليها المحافظ في كلمته، والتي لم ...

حملة ساخطة على "الحوبان": الصمت أسوأ

الجمعة 13-01-2017 أصدرت مجموعة ناشطات ونساء يمنيات بياناً يندد بما اعتبرنه "سابقة هي الأكثر شذوذاً وبعداً عن كلّ قيمة أخلاقية يتحلى بها المجتمع اليمني"، وذلك عقب تصريحات مسيئة أطلقها مواطن يُدعى، محسن عايض، يُعرف بـ"طاهش الحوبان"، عبر صفحته على "فيسبوك"، تضمنت تشهيراً وقذفاً وبألفاظ نابية على نساء يمنيات. هذه ليست المرة الأولى التي تُقذف فيها نساء ينشطن في المجال الحقوقي والسياسي في المجتمع اليمني، الذي ظل إلى وقت ليس بالبعيد يرى في عمل المرأة في غير مجالي الطب والتعليم عيباً. ففي 2011، العام الذي دفعت فيه الأحزاب والجماعات والمكونات السياسية المعارضة بالنساء نحو الساحات ليشكلن فارقاً عددياً ضخماً، وحاجزاً من العار المجتمعي لمنع النظام من ضرب ساحات فيها نساء وأطفال، رُميت النساء حينها من قبل النظام باتهامات وصلت حدّ الطعن في شرفهن وشرف رجالهن، وهو العنف نفسه الذي واجهنه بعد انتهاء الأزمة بالمبادرة الخليجية، ولكن هذه المرّة من قبل الأحزاب والجماعات والمكونات ذاتها، التي أدركت بعد ذلك أن زمام تحكمها بنشاط النساء ضمن أجنداتها انفلت من يدها.  ساقت تجارب ا...

في استقبال 2017... الأمل وقف الحرب!

الأحد 1-01-2017 لم يكن يخطر في بال اليمنيين أن يطول أمد الحرب. كانت ثقتهم كبيرة بالإيمان اليماني، والحكمة اليمانية. ربما لا زالت آمالهم كما هي؛ بفجائية اللحظة التي يُسمع فيها خبر توقف الحرب وانتهاء الأزمة. لكن عاما كاملا من محاولة التدمير القيمي للإنسان ولضميره في البلاد، والحرب والحصار الذين تداخلت فيهما أوراق الإنتقام والسياسة والاقتصاد والدين والأشخاص فرادى وجماعات، والتخلف المتزايد في كثير من مؤسسات البلاد أهمها التعليم والصحة والأمن، كل هذا من شأنه كسر أعتى النفوس وأصلب الإرادات. لا يختلف اثنان على أن وسائل إعلام طرفي الصراع، في أي مكان بالعالم، ستزيّف حقائق وضع مواطني البلاد إما مبالغة في وصف الكوارث الإنسانية، شحتاً لدعم أممي، وتعاطف دولي، وتحقيقاً لمكاسب سياسية ضدّ الخصم، وإما مبالغة أيضاً لإظهار المكسورين بالصامدين الأبطال؛ مع أن المنطق العقلي وكذا التراث التاريخي يؤكدان ألّا صمود أمام آلة حرب تخطف أنفاس طفل وامراة وكهل بالجملة، وتخطف قيمة الحياة في نفوس الباقين على قيد الرغبة في الانتقام. يستطيع المتجول في أروقة الأحياء والحارات وصفحات الفيسبوك إدراك أن خيبة كبيرة تعتصر ...