حملة ساخطة على "الحوبان": الصمت أسوأ
الجمعة 13-01-2017
أصدرت مجموعة ناشطات ونساء يمنيات بياناً يندد بما اعتبرنه "سابقة هي الأكثر شذوذاً وبعداً عن كلّ قيمة أخلاقية يتحلى بها المجتمع اليمني"، وذلك عقب تصريحات مسيئة أطلقها مواطن يُدعى، محسن عايض، يُعرف بـ"طاهش الحوبان"، عبر صفحته على "فيسبوك"، تضمنت تشهيراً وقذفاً وبألفاظ نابية على نساء يمنيات. هذه ليست المرة الأولى التي تُقذف فيها نساء ينشطن في المجال الحقوقي والسياسي في المجتمع اليمني، الذي ظل إلى وقت ليس بالبعيد يرى في عمل المرأة في غير مجالي الطب والتعليم عيباً. ففي 2011، العام الذي دفعت فيه الأحزاب والجماعات والمكونات السياسية المعارضة بالنساء نحو الساحات ليشكلن فارقاً عددياً ضخماً، وحاجزاً من العار المجتمعي لمنع النظام من ضرب ساحات فيها نساء وأطفال، رُميت النساء حينها من قبل النظام باتهامات وصلت حدّ الطعن في شرفهن وشرف رجالهن، وهو العنف نفسه الذي واجهنه بعد انتهاء الأزمة بالمبادرة الخليجية، ولكن هذه المرّة من قبل الأحزاب والجماعات والمكونات ذاتها، التي أدركت بعد ذلك أن زمام تحكمها بنشاط النساء ضمن أجنداتها انفلت من يدها.
ساقت تجارب النساء في المشاركة المجتمعية، وتحديداً بعد 2011، إلى تنسيق وتنظيم النشاط النسوي بشكل أكبر، وإلى خلق مبادرات وتأسيس تكتلات نسوية معنية بالدفاع عن حق النساء في المشاركة السياسية. ولأن ذلك لم يعجب الكثيرين في المجتمع القبلي الذكوري فقد شُوهت سمعة الكثيرات، من خلال تصريحات لمسؤولين أطلقوا اتهامات عامة على كل الناشطات، وتصاريح فردية تناقلتها صفحات التواصل الإجتماعي، وأصبح على كل من رغبت في خوض غمار السياسية والمجتمع أن تتجهز للدفاع عن شرفها. لكن في المقابل، يبدو أن النساء اكتسبن خبرة في المقاومة نتيجة مشاركتهن في فعاليات 2011، أو أنهن ذقن الحرية بعد كبت طويل وتبعية أطول حتى في قضاياهن الخاصة، لذلك لم يرضخن حتى حين كان النيل منهن يطال سمعتهن، بل ورُفعت الدعاوى القضائية على أسماء كانت تعدّ بمثابة "تابو" سياسي.
وبالعودة إلى البيان الذي ندد بتصريحات "طاهش الحوبان"، فقد جاء أيضاً مندداً بالصمت المجتمعي الذي لا يهدد "س" أو "ص" من النساء فحسب، بل يهدد كلّ امرأة تمارس حقها الطبيعي في التعبير عن رأيها الذي كفلته لها كافة الأديان السماوية والقوانين الأرضية، فضلاً عن تهديد قيم وأخلاق وأعراف المجتمع. تضامن رجال قبل النساء مع من وصفهن البيان بـ"الضحايا"، اللاتي استهدفهن "الحوبان" في منشوراته، صاحبه تنديد بما سماه البعض "الإسفاف" العائد، بحسبهم، إلى "غياب الدولة بمؤسستيها القضائية والأمنية، واستمرار الحروب التي تُمنع معها محاسبة الجناة، خاصّة إذا كانوا ينضوون تحت لواء طرف من أطراف الحرب"؛ الحرب التي تطال تبعاتها المخترقة للمبادئ الأخلاقية قبل السياسية والأمنية، المرأة أيضاً، من خلال الزج بها في الصراعات واستخدامها كـ"عار مجتمعي" من قبل الأطراف في تنازعهم، وهذا ما بدا في تأييد البعض للتصريحات المسيئة. ولذا، عجّت صفحات الناشطات بمطالبة "المجتمع بمختلف توجهاته والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان والمرأة بضرورة التحرك، وتقديم كلّ من تسوّل له نفسه النيل من المرأة واستخدام سمعتها في الصراعات السياسية".
"الحوبان"، من جهته، نفى أن يكون هو وراء منشوراته، قائلاً إن صفحته "تعرضت لاختراق"، لكن نشطاء وناشطات أكّدوا "سفاهته" و"مرضه النفسي" و"عقدته من النساء" القديمة الحديثة، فضلاً عن رفضه حذف المنشورات، مؤكّدين رغبتهم في أن "ينال جزاءه علناً" ليكون "عبرة" لمن بعده.
ساقت تجارب النساء في المشاركة المجتمعية، وتحديداً بعد 2011، إلى تنسيق وتنظيم النشاط النسوي بشكل أكبر، وإلى خلق مبادرات وتأسيس تكتلات نسوية معنية بالدفاع عن حق النساء في المشاركة السياسية. ولأن ذلك لم يعجب الكثيرين في المجتمع القبلي الذكوري فقد شُوهت سمعة الكثيرات، من خلال تصريحات لمسؤولين أطلقوا اتهامات عامة على كل الناشطات، وتصاريح فردية تناقلتها صفحات التواصل الإجتماعي، وأصبح على كل من رغبت في خوض غمار السياسية والمجتمع أن تتجهز للدفاع عن شرفها. لكن في المقابل، يبدو أن النساء اكتسبن خبرة في المقاومة نتيجة مشاركتهن في فعاليات 2011، أو أنهن ذقن الحرية بعد كبت طويل وتبعية أطول حتى في قضاياهن الخاصة، لذلك لم يرضخن حتى حين كان النيل منهن يطال سمعتهن، بل ورُفعت الدعاوى القضائية على أسماء كانت تعدّ بمثابة "تابو" سياسي.
وبالعودة إلى البيان الذي ندد بتصريحات "طاهش الحوبان"، فقد جاء أيضاً مندداً بالصمت المجتمعي الذي لا يهدد "س" أو "ص" من النساء فحسب، بل يهدد كلّ امرأة تمارس حقها الطبيعي في التعبير عن رأيها الذي كفلته لها كافة الأديان السماوية والقوانين الأرضية، فضلاً عن تهديد قيم وأخلاق وأعراف المجتمع. تضامن رجال قبل النساء مع من وصفهن البيان بـ"الضحايا"، اللاتي استهدفهن "الحوبان" في منشوراته، صاحبه تنديد بما سماه البعض "الإسفاف" العائد، بحسبهم، إلى "غياب الدولة بمؤسستيها القضائية والأمنية، واستمرار الحروب التي تُمنع معها محاسبة الجناة، خاصّة إذا كانوا ينضوون تحت لواء طرف من أطراف الحرب"؛ الحرب التي تطال تبعاتها المخترقة للمبادئ الأخلاقية قبل السياسية والأمنية، المرأة أيضاً، من خلال الزج بها في الصراعات واستخدامها كـ"عار مجتمعي" من قبل الأطراف في تنازعهم، وهذا ما بدا في تأييد البعض للتصريحات المسيئة. ولذا، عجّت صفحات الناشطات بمطالبة "المجتمع بمختلف توجهاته والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان والمرأة بضرورة التحرك، وتقديم كلّ من تسوّل له نفسه النيل من المرأة واستخدام سمعتها في الصراعات السياسية".
"الحوبان"، من جهته، نفى أن يكون هو وراء منشوراته، قائلاً إن صفحته "تعرضت لاختراق"، لكن نشطاء وناشطات أكّدوا "سفاهته" و"مرضه النفسي" و"عقدته من النساء" القديمة الحديثة، فضلاً عن رفضه حذف المنشورات، مؤكّدين رغبتهم في أن "ينال جزاءه علناً" ليكون "عبرة" لمن بعده.
تعليقات
إرسال تعليق