"الصولبان 2"... مرحلة أخرى
الجمعة 23-12-2016
لطالما شهد اليمن عمليات إرهابية متنوعة ومتكررة ومتجددة شكلاً ولوناً ورائحة، لكن حادثة الصولبان الثانية، التي جاءت بعد 8 أيام من توأمها تستوجب التوقف، فلم يحدث سابقاً في اليمن كلها أن تكررت عملية إرهابية بنفس السيناريو والإخراج ومكان التنفيذ كما حدث مع "الصولبان 2"، ناهيك عن المدة الزمنية الفاصلة بين العمليتين "التوأم"؛ 8 أيام فقط، أي أنها وقعت في الفترة التي يُعتقد بديهياً أن تكون الأجهزة الأمنية في عدن في حالة النفير والترقب، فكيف يجازف التنظيم الإرهابي بتكرار عملية في هذه الحالة؟ من أين له هذه الثقة في نجاح العملية؟ وهذا بالضبط ما يعيد استجرار ما كان يشاع من أن التنظيم يتلقى الدعم من داخل المؤسسة الأمنية ذاتها، لتقديم خدمات متبادلة، سواء قبل 2011 أو بعدها.
في حال تلقى التنظيم تطميناً أو حثّاً على تنفيذ "الصولبان2" من المؤسسة الأمنية، فأي جناح ضمن هذه المؤسسة يمكن أن نشير إليه بالبنان، وأن نعتبره مستفيداً من العملية المعقدة جداً؟ فالصراعات والتحالفات متشابكة، هناك صراع خفي بين "الشرعية" وحلفائها من الداخل (الزبيدي وشلال)، وهناك خلافات غير معلنة بين حلفائها من الخارج (السعودية والإمارات) تلقي بظلالها، وثمة تحالفات الخارج (السعودية) مع خصوم الداخل (السلفيين و"الإصلاح")، الذين يتخرج الانتحاريون من مدارسهم الفكرية المتشددة، والجميع تجمعهم خصومة ضد صنعاء بنفوذ مؤسستها الأمنية الممتدة إلى كل شبر في "المحافظات المحررة". والحقيقة أنه يمكن أن يُشار بالبنان إلى جميع هؤلاء، فللعملية حسابات ربح وخسارة مختلفة الأبعاد والزوايا، فـ"الشرعية" من جانبها ستجد مبرراً لإقالة الزبيدي، وربما هي رسالة من أحد طرفي التأثير الخارجي المباشر (السعودي أو الإماراتي) سواء لهادي أو للزبيدي وشلال في الداخل.
قد يكون التنظيم جازف من تلقاء نفسه بهذه العملية، لكنها أيضاً مجازفة تحمل رسائل، قد تكون إعلاناً عن بدء مرحلة جديدة، كاشفة عن تحرك واثق وقوي للتنظيم، الذي لم يعد يخشى أن يحوم حول نفس مسرح الجريمة لتكرار عمليته وفي زمن قياسي، ولكن لماذا كفّ التنظيم عن الخوف من الفشل؟ هنا علينا التوقف.
هناك أيضاً مسألة التكتم من قبل السلطات الأمنية حول المعلومات المتعلقة بمجرى التحقيقات بعد أي عملية، فلا يتم موافاة وسائل الإعلام والرأي العام بأيّ معلومة من شأنها فضح عمليات الخيانة التي تسببت في تفشي الظاهرة الأكثر شراهة في حصد أرواح شباب ورجال "المحافظات المحررة"، ثم أنه من الطبيعي في هكذا حالات أن يتمّ بحث مسألة استقطاب منفذي العمليات واستدراجهم إلى هذه التنظيمات بشكل معلن للتوعية والتنبيه والتحذير، فبحسب الأهالي فإن معظم منفذي العمليات كانوا شباباً طبيعيين لهم أحلام وطموحات تدفعهم نحو الحياة أكثر من الموت، بالطبع قبل اختفائهم قبيل العملية بشهر أو شهرين.
لم يسمع المواطنون في الجنوب من سلطاتهم المحلية سوى اتهامات لنظام صنعاء، اتهامات غير مقنعة وغير مرفقة بتحليل منطقي واحد عن وجود ثغرات يمكن لنظام صنعاء اختراقها، بالطبع لن يكون ذلك اعترافاً بالتقصير بقدر ما سيكون توضيحاً للمواطن في الجنوب، المغلوب على أمره، أن هناك سلطة تشعر بمسؤوليتها حقاً، وتحاول تصحيح مسارها، الذي ما زالت الكوارث تتنزل في ظله، منذ "التحرير" العظيم للمحافظات الجنوبية قبل أكثر من عام.
في حال تلقى التنظيم تطميناً أو حثّاً على تنفيذ "الصولبان2" من المؤسسة الأمنية، فأي جناح ضمن هذه المؤسسة يمكن أن نشير إليه بالبنان، وأن نعتبره مستفيداً من العملية المعقدة جداً؟ فالصراعات والتحالفات متشابكة، هناك صراع خفي بين "الشرعية" وحلفائها من الداخل (الزبيدي وشلال)، وهناك خلافات غير معلنة بين حلفائها من الخارج (السعودية والإمارات) تلقي بظلالها، وثمة تحالفات الخارج (السعودية) مع خصوم الداخل (السلفيين و"الإصلاح")، الذين يتخرج الانتحاريون من مدارسهم الفكرية المتشددة، والجميع تجمعهم خصومة ضد صنعاء بنفوذ مؤسستها الأمنية الممتدة إلى كل شبر في "المحافظات المحررة". والحقيقة أنه يمكن أن يُشار بالبنان إلى جميع هؤلاء، فللعملية حسابات ربح وخسارة مختلفة الأبعاد والزوايا، فـ"الشرعية" من جانبها ستجد مبرراً لإقالة الزبيدي، وربما هي رسالة من أحد طرفي التأثير الخارجي المباشر (السعودي أو الإماراتي) سواء لهادي أو للزبيدي وشلال في الداخل.
قد يكون التنظيم جازف من تلقاء نفسه بهذه العملية، لكنها أيضاً مجازفة تحمل رسائل، قد تكون إعلاناً عن بدء مرحلة جديدة، كاشفة عن تحرك واثق وقوي للتنظيم، الذي لم يعد يخشى أن يحوم حول نفس مسرح الجريمة لتكرار عمليته وفي زمن قياسي، ولكن لماذا كفّ التنظيم عن الخوف من الفشل؟ هنا علينا التوقف.
هناك أيضاً مسألة التكتم من قبل السلطات الأمنية حول المعلومات المتعلقة بمجرى التحقيقات بعد أي عملية، فلا يتم موافاة وسائل الإعلام والرأي العام بأيّ معلومة من شأنها فضح عمليات الخيانة التي تسببت في تفشي الظاهرة الأكثر شراهة في حصد أرواح شباب ورجال "المحافظات المحررة"، ثم أنه من الطبيعي في هكذا حالات أن يتمّ بحث مسألة استقطاب منفذي العمليات واستدراجهم إلى هذه التنظيمات بشكل معلن للتوعية والتنبيه والتحذير، فبحسب الأهالي فإن معظم منفذي العمليات كانوا شباباً طبيعيين لهم أحلام وطموحات تدفعهم نحو الحياة أكثر من الموت، بالطبع قبل اختفائهم قبيل العملية بشهر أو شهرين.
لم يسمع المواطنون في الجنوب من سلطاتهم المحلية سوى اتهامات لنظام صنعاء، اتهامات غير مقنعة وغير مرفقة بتحليل منطقي واحد عن وجود ثغرات يمكن لنظام صنعاء اختراقها، بالطبع لن يكون ذلك اعترافاً بالتقصير بقدر ما سيكون توضيحاً للمواطن في الجنوب، المغلوب على أمره، أن هناك سلطة تشعر بمسؤوليتها حقاً، وتحاول تصحيح مسارها، الذي ما زالت الكوارث تتنزل في ظله، منذ "التحرير" العظيم للمحافظات الجنوبية قبل أكثر من عام.
تعليقات
إرسال تعليق